ابيضاض الشعاب يهدد «الحاجز المرجاني العظيم» للمرة السابعة.. أحدث تحذيرات المناخ

كشف علماء في أستراليا عن ابيضاض قطاع كبير من الشعاب المرجانية نتيجة للضغط الحراري الناجم عن تغير المناخ.

وقال تقرير لصحيفة «الجارديان» البريطانية إن هيئة إدارة “الحاجز المرجاني العظيم” في أستراليا تستعد لإجراء مسوحات جوية على طول الحديقة البحرية بالكامل بعد أن أكدت رحلات طائرات الهليكوبتر حدوث ابيضاض مرجاني واسع النطاق عبر القسم الجنوبي من أكبر الشعاب المرجانية في العالم.

وسبق أن تم الإبلاغ عن حالات الابيضاض في جميع مناطق الشعاب المرجانية من جزيرة ليزارد في الشمال إلى جزر كيبل في الجنوب، وهي مسافة تزيد عن 1100 كيلومتر.

ويخشى دعاة الحفاظ على البيئة من احتمال وقوع حدث الابيضاض الجماعي السابع على الشعاب المرجانية، بعد 6 أحداث سابقة في الأعوام الأخيرة.

ما هو ابيضاض الشعب المرجانية؟

ويحدث الابيضاض عندما تبقى الشعاب المرجانية في ماء دافئ على غير العادة لعدة أسابيع. ويمكن للشعاب المرجانية أن تتعافى إذا كان الابيضاض خفيفًا وإذا انخفضت درجات حرارة الماء. لكن علماء الشعاب المرجانية يقولون أيضًا إن الابيضاض يمكن أن يجعل الشعاب المرجانية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ويؤثر على قدرتها على التكاثر.

وقالت السلطات قبل أيام إن رحلات طائرات الهليكوبتر غطت 27 من الشعاب المرجانية الساحلية و21 من الشعاب المرجانية البحرية في المنطقة الجنوبية قبالة ساحل كوينزلاند، ووجدت أن الابيضاض كان “واسع النطاق وموحدًا إلى حد ما” في جميع المواقع التي تم مسحها.

وقالت الهيئة إنه بينما يبدو أن الجزء الجنوبي من الشعاب المرجانية هو الأكثر تضررا، إلا أنها تلقت تقارير عن ابيضاض في جميع المناطق الأخرى.

الاجهاد الحراري

وقال الدكتور مارك ريد، مدير صحة الشعاب المرجانية بالهيئة، إن معظم الشعاب المرجانية تظهر عليها علامات الإجهاد الحراري، وأضاف إنه من المهم لأي شخص يستخدم الحديقة البحرية أن يعرف أين يمكنه صيد الأسماك، وتجنب الرسو على الشعاب المرجانية. وقال ريد: “الأهم من ذلك هو أن تفعلوا ما بوسعكم للمساهمة في الجهود العالمية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة”.

ومن جهته، قال الدكتور نيل كانتين، كبير علماء الأبحاث في المعهد الأسترالي لعلوم البحار، والذي كان على متن المروحية: “لقد تمكنا من رؤية الشعاب المرجانية المبيضة في العمق بوضوح تام عبر منحدر الشعاب المرجانية من الجو”.

وشوهد أيضًا ابيضاض محدود في بعض الشعاب المرجانية شمال ماكاي وجزر وايت صنداي.

وقال كانتين: “إن المسوحات الجوية هي أداة مثالية لتقييم المدى المكاني للابيضاض، ولكننا بحاجة إلى التعمق تحت الماء لفهم المزيد عن شدة التبييض ومدى عمق التبييض”.

وستقوم فرق من العلماء ومديري المتنزهات بإجراء مسوحات داخل المياه خلال الشهر المقبل.

ستة أحداث ابيضاض

وشهدت الشعاب المرجانية 6 أحداث ابيضاض جماعي سابقة في أعوام 1998 و2002 و2016 و2017 و2020 و2022.

وقال ريتشارد ليك، رئيس قسم المحيطات في الصندوق العالمي للطبيعة في أستراليا، إن الشعاب المرجانية كانت “على حافة الهاوية” لحدث الابيضاض الشامل السابع المحتمل.

وتشير التوقعات الصادرة عن برنامج مراقبة الشعاب المرجانية التابع للحكومة الأمريكية إلى أن الضغط الحراري الموجود حاليًا عبر الشعاب المرجانية قد يبدأ في التبدد بحلول منتصف مارس/ آذار الجاري.

لكن ليك قال “إن الإجهاد الحراري الناجم عن موجة الحر تحت الماء مستمر في التراكم، ونحن قلقون للغاية من أن الشعاب المرجانية لا تزال بعيدة بعض الشيء عن الخروج من تأثيره.”